الخميس، 8 سبتمبر 2016

أخصائيون و تربويون: تضافر الجهود ينعش العناية بالمبتكر العماني الصغير

نشر في جريدة-الرؤية الاقتصادية

 دعم الأسرة لأبنائها بتهيئة البيئة المناسبة وتوفير الأدوات يمهد الطريق لطفل مبتكر
  •  وسائل الإعلام قادرة على الترويج للأفكار الابتكارية ودعم أصحابها معنويا
مسقط – بثينة الفورية
حراك إيجابي يشهده مجال العناية بالمبتكر العماني الصغير عبر توفير تقنيات وأدوات مساعدة في المدارس وورش العمل التي تقدمها الجهات ذات الصلة بالشباب.. إلا أن هذا الحراك ينتظر دعما من الأسرة التي يبدأ الطالب فيها أولى خطواته نحو التميز والابتكار، ودعما موازيا من وسائل الإعلام لإلقاء الضوء على مهارات الشباب العمانيين وإبداعاتهم حتى لو بدت في بدايتها محدودة، وكما يقولون “أول الغيث قطرة.. ثم ينهمر”..
يقول علي عبد الله المحمودي: كـولي أمر استطيع استكشاف موهبة ابني من خلال التشجيع وصقل موهبته والاهتمام به وتنمية روح الإبداع، وإلحاقه بمراكز تدريبية والاهتمام بالفكر لأنه الثمرة المؤدية للإبداع بالطريقة الصحيحة، وتهيئة البيئة المناسبة للأبناء.
وأضاف: يجب أن تهتم الأسرة بتنشئة أبنائها على حب الابتكار ويجب تقليل الفجوة الحاصلة بين الأجيال وتنشئة الأبناء على البحث العلمي، فمن المنزل يستطيع الابن أن ينهض ويبدأ كون المنزل عامل رئيسي في اكتشاف المبتكر والمبدع بشكل عام.
وتابع: الأسرة العربية بشكل عام يغيب عنها الاهتمام بسبب غياب الثقافة التربوية لدى الآباء وعدم وجود برامج كافية تستهدف الأسر تربويا ونفسيا .
ويقول موسى منصور الريامي: بإمكاننا دعم أبنائنا من خلال الاطلاع على تاريخ الاختراعات والابتكارات والمبتكرين والتطور في العلوم والتكنولوجيا، وتوفير مصادر التعلم والمعدات المساعدة الملازمة لتطبيق ما يتم تعلمه ومحاولة التفكير في حلول وابتكار طرق أكثر فاعلية وتطوير الاختراعات التي يقومون بها والوقوف معهم .
وترى مروى بنت أمين محمد، معلمة كيمياء بمدرسة جبجات للتعليم الأساسي بمحافظة ظفار أن المدرسة لها الدور الكبير في صقل وتنمية مهارات الطالب وخاصة الابتكار.
وقالت في المدرسة نقدم الدعم المادي والفني للطالبات ونوفر الأدوات التعليمية والإلكترونية، والدعم المعنوي لهن من خلال لقاءات ودورات في التنمية البشرية ونناقش طرق التحفيز وتقوية الدافعية، ونواجه بعض المعضلات منها عدم وجود تواصل مباشر بين الطالبات ووزارة التربية والتعليم من ناحية وورش العمل من ناحية أخرى، كما إننا نواجه ضعفا كبيرا في سرعة الإنترنت بحكم أن المنطقة جبلية مما يؤخر عملية الاتصال بالعالم الخارجي وهو سبب يعطل التعلم والمعرفة، وبالرغم من الصعوبات إلا أن طلابنا يحصلون على مراكز متقدمة في المسابقات العلمية، وما أتمناه هو توفير كافة وسائل الدعم لهم .
ويقول يعقوب بن زاهر بن سليمان الشقصي من دائرة التقويم التربوي، مشرف برنامج التنمية المعرفية: المدرسة هي الحاضنة الأولى لأفكار الطلاب، والمعلمون يساعدونهم على ربط أفكارهم وتوسيع مداركهم بالفكرة ويساعدونهم في البحث عن مصادر لإخراجها بالجودة المطلوبة، وتقوم المحافظة التعليمية بزيارات ميدانية للمدارس للإشراف على الطلاب وإعطائهم الأفكار الجديدة لمشاريعهم وأيضا يتم عقد اللقاءات والدورات التعليمية في المجالات المختلفة كالإلكترونيات والتوصيلات الكهربائية، ويتم فتح المجال للطلاب المتميزين للمشاركات على مستوى المحافظة لعرض مشاريعهم وأفكارهم، وتقوم الوزارة برعاية الطلاب الموهوبين وفتح أكبر مجال لهم لمشاريعهم العلمية، فقد ارتأت الوزارة منح 10 براءات اختراع للطلاب والطالبات الذين تمكنوا من الوصول إلى أفكار إبداعية استحقت براءات اختراع، بالإضافة إلى مشاركات الطلاب الإقليمية والدولية، فقد تمكن الطلاب من خلال ابتكاراتهم من الوصول للمشاركات الخارجية، حاليا نتمنى من الشركات المحلية زيارة المعارض التي يشارك بها طلابنا لرؤية أفكارهم وتبنيها لتسويقها.

ومن جهته قال فارس العوفي رئيس قسم الأنشطة والفعاليات باللجنة الوطنية للشباب ومشرف قسم الابتكارات العلمية بحملة مبدعي عمان إن تهيئة البيئة والمناخ المناسب للمبتكرين عامل محفز لهم للمضي نحو القمة.
وأضاف: أن الدول المتقدمة اليوم لم تصل إلى ما هي عليه إلا بالاستثمار البشري الحقيقي من خلال الاهتمام بالمبتكرين والمبدعين على كافة الٲصعدة، ما يحتاجه المبتكرون اليوم هو إيجاد تلك الأرضية الصلبة التي ينطلقون منها ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تكاتف كل القنوات المعنية بالابتكار من مؤسسات القطاع العام والخاص وكذلك دور الإعلام بشكل خاص.
وتابع: من أبرز الخطوات العملية في الفترة الأخيرة أقامت اللجنة الوطنية للشباب للمبتكرين حلقة النقاش (المبتكر العماني نحو مستقبل أفضل) وخلقت بها قنوات تواصل وحوار مباشر بين المبتكرين والمؤسسات المعنية كمجلس البحث العلمي وجامعة السلطان قابوس والنادي العلمي ودائرة الملكية الفكرية بوزارة التجارة والصناعة.

ورعايتها لمعرض الابتكارات العمانية (اكتشاف وإنجاز) الذي كان فكرة حملة مبدعو عمان وصاحبه مؤتمر المبتكر العماني ورؤى المستقبل. لابد لهذه المؤسسات أن تتكاتف مع بعضها البعض في سبيل الأخذ بيد المبتكر العماني نحو المشاركة المحلية والإقليمية والدولية لا أن تغرد المؤسسات كل واحدة في سربها بعيدا عن الآخر.
وتقول هدى محمد عيسى البلوشية – معلمة علوم تخصص فيزياء وخبرة 14 سنة بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين: هناك دعم أكثر الآن ويعود ذلك إلى ميول وتوجه بعض معلمي المعهد حاليا إلى دعم هؤلاء المبتكرين والأخذ بأيديهم والوقوف معهم. مع توفر التقنيات والأجهزة والمباني الحديثة التي تعلب دورا كبيرا في دعمهم، لأن الأندية العلمية لم تُفَعل في المعهد إلا هذه السنة فقط من قبل معلمات بتعيين جديد وقمت بعمل إضافي بالإضافة للاهتمام بالأندية العلمية وتشكيل جماعة باسم “نادي المبتكرين” إيمانا من أن لدى البعض طاقات وقدرات على الابتكار بحاجة إلى اكتشاف وصقل ثم إبراز، وهذه الجماعة أقيمت بالاتفاق مع بعض الطلاب وبمعرفة إدارة المعهد وطلب منهم اقتراح أفكار وتحولها إلى عمل ملموس بمساعدتهم قدر الإمكان لصعوبة العمل اليدوي لهم، وهدفي أن آخذ بيدهم وأخرجهم من حدود أبعد من المعهد، وأتمنى مشاركة هؤلاء الطلاب لزملائهم المعافين المبصرين في المسابقات العلمية والفعاليات العلمية المختلفة وإدماجهم في جميع المحافل الدولية التي تخدم الابتكار.
ولمركز الاستكشاف العلمي دوره الملموس في دعم المبتكرين حيث يقول بدر بن أحمد الحبسي- المشرف على مركز الاستكشاف العلمي بتعليمية شمال الشرقية: قدم المركز ورش وفعاليات وبرامج وملتقيات للمبتكر فتم تطبيق برنامج الورش الإلكترونية للمبتكرين بالمحافظة وورش خاصة بالروبوت في مختبر الروبوت التخصصي بالإضافة إلى ملتقى الإبداع العلمي الذي احتضن مجموعة كبيرة من المتخصصين والخبراء في مجال الابتكار والتقائهم بمجموعة كبيرة من الطلاب المهتمين بمجال الابتكار وتم تشكيل لجنة الابتكار العلمي بالمحافظة برئاسة المبتكر العماني هلال السيابي وتجمع أعضاء من مشرفي التنمية المعرفية وأيضًا مشرف النشاط العلمي بقسم الأنشطة بالإضافة إلى مشرفين من مركز الاستكشاف العلمي كل ذلك بهدف نشر ثقافة الابتكار وتطوير أفكار الطلاب الابتكارية لإيجاد الحلول لكثير من المشاكل التي تواجهنا في حياتنا وإنعاش الحركة الاقتصادية فمركز الاستكشاف العلمي بتعليمية شمال الشرقية يعتبر حاضنا أساسيا لكل المبتكرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق