- عائشة المسعودية: هنالك ضرورة ملحة لإيقاف تزايد هذه الظاهرة
- الدكتورة حنان :يؤثر على الكوادر الطبية ويعمل ضغط كبير
- عمار البوسعيدي : هذه الظاهرة نوع من أنواع التسرب المهني
- فتحيةالفوري : اختلاق هذا العذر يعتبر فن من فنون الحجج الواهية
>>
رغم وجود الطلبة والموظفين الذين يتمسكون بمبدأ الإخلاص وحب العمل
والاجتهاد و التمسك بالمسؤولية ، ورغم توفر سبل الراحة ، إلا أننا نجد
التهاون والخروج من المسؤولية والدخول الى عالم اللامبالاة ، هي فئة تحب أن
تخرج من الحدود قليلا فتعمل بعض المهارات الغير مقبولة وتختلق الأعذار
بداعي المرض وداعي التعب والإرهاق ، فمنهم من يشتري الأوراق من الطبيب
ومنهم من لا يحضر. ما بين متعللين بـضغط الدراسة ، سوء شرح الأستاذ ،
والملل في مكان العمل ،والروتين اليومي المتكرر وبعض الأسباب الواهية التي
تبعد كل البعد من دائرة المسؤولية، إلى أن وصلت هذه الظاهرة كظاهره متأصله
عند البعض ومكتسبة عند البعض الآخر.
تحققنا في الموضوع وأبحرنا فيه بتعمق كي نخرج ببعض الأسباب والتبعات والحلول..
تحقيق : بثينة بنت عبدالله الفوري
-نشر في فتون
المؤشر في تزايـد
حور هلال البوسعيدية -تطبيقية نزوى، تقول :” هذا موضوع يجب
تداوله وطرحه فهو يجب أن يتطرق اليه حتى يعلم الطلبة أو الموظفين أو كل
مقصر في عمله أن هنالك أولويات ، ومسؤوليات يجب أن ننفذها بروح الإخلاص”،
وخالد خلفان الرحبي ،جامعة السلطان قابوس يضيف:” هو فعلا موضوع يحتاج الى
نقاش لا سيما أن المؤشر في هذا في ازدياد في الآونة الأخيرة وهذا يشكل أداة
للتكاسل حينما يشق الطالب أو الموظف طريق المخادعة. تؤكد على ذلك ولية
الأمر خالصة محمد سالم السلمانية موضوع يجب أن يكون مطروح للتداول لكي يتم
الحد من هذا التصرف “. و عائشة المسعودية ،تطبيقية صور ، تقول:” بوجهة نظري
أرى أن هذه الظاهرة باتت منتشرة كثيرة ، هي موجودة منذ فترات طويلة ولكن
ما نلاحظه أن التمادي والتكاسل قد بات ملحوظا يصل لدرجة أن يذهب شخص ويقوي
علاقته مع طبيب ما لكي يسهل عملية الحصول على تقرير أو عذر صحي و أعتقد أن
الظاهرة قد تكون قد وصلت لأكثر من 50% وهو عدد كبير يعني أن هنالك ضرورة
ملحة لإيقاف تزايد هذه الظاهرة . وعمار البوسعيدي، تطبيقية صلالة ، مضيفا
:” ان انتشار هذه الظاهرة حتما سيكون في كل مؤسسة أو أي وحدة عمل ، فلا
تخلوا أي وحدة من فئة قليلة تتجه الى هذا التصرف الذي أستطيع تسميته بنوع
من أنواع التسرب المهني ، إلى أن وصلت هذه الظاهرة كظاهره متأصله عند البعض
ومكتسبة عند البعض الآخر”.
المحاضر أو المسؤول عن العمل هو السبب
حور البوسعيدية تقول :”يمكن أن يكون المحاضر سبب حيث أنه لا
يشرح بطريقة واضحة وسهلة للطلاب ، فيتغيب الكثير من الطلاب لأن الأستاذ
غير مهتم ربما بالمادة فيصبح الطلاب غير مبالين بالحضور، وبالنسبة للموظفين
يمكن أن المسؤول عن العمل لا يهتم بأمر الحضور والغياب أو يتساهل كثيرا مع
الموظف ويسمح له بالتأخر والغياب عن العمل ، وبعض الأحيان يمكن أن يكون
الموظفين في المؤسسة من عائلة الشخص ويتساهل معهم أكثر”. الحارث طالب
النوفلي ،تطبيقية صور يضيف :” أحيانا الكوادر الأكاديمية غير مؤهلة سبب ،
حيث أنهم لا يحفزون الطالب بالالتزام بالدراسة “.
بل الطالب والموظف مسؤولون عن تفشي هذه الظاهرة!
خالد الرحبي:” عدم التنسيق الجيد وأعني أن في بعض الأحيان
يصادف أن يكون عند الطلاب اختبارين في نفس اليوم ، فيتعلل الطالب بورقة
العذر ، يحضر اختبار واحد ويتغيب عن الآخر ، وأحيانا يتغيب عن اختبارين
ويتهاون الكثير من الطلاب في تأدية المشاريع والبحوث الموجهة لهم في
أوقاتها ويأجلوها الى أوقات أخرى فيضطرون للغياب وهذا الشيء عائد على
الطالب نفسه لأنه لم يقوم بالتخطيط لأعماله ومهامه التي يجب أن يقوم بها
أولا بأول ، كما بعض الموظفين يتكاسلون عن أداء وظائفهم بشكل أولي وتأجيل
الأعمال وبالتالي تأخيرهم واختلاق الأعذار الواهية “.
الدكتورة حنان الهنائية تضيف :” أن السبب هو الشخص نفسه فهو يهرب من مسؤوليته ومن العمل فيريد أن يهرب ليجد له متنفسا “.
تهاون وخروج من المسؤوليــة
الأستاذ يوسف محمد الشامسي معلم لغة عربية يقول:” سبب كبير
يجعلهم يتصرفون بهذا السلوك وهو التهاون و الخروج عن مبدأ المسؤولية وعدم
الشعور بالأمانة تجاه العمل ” وحور البوسعيدية تضيف :” عدم الرقابة والحرية
المفرطة سبب ، فطلاب السكنات وطالبات السكنات دائما يتغيبون عن المحاضرات
بدون عذر فذلك يعود على السهر ليلا وعدم وجود رقابة من الأهل ورقابة ذاتيه
أيضا” أما خالد الرحبي فيقول:” إذا كان الطالب أو الموظف فيه نوع من
المحايلة أنا أعتبر هذا التصرف هو تحايل مع النفس قبل أن يكون تحايل مع
الآخرين أو الجهة التي ينتمي إليها وهو خروج من حب العمل والإخلاص فيه “.
ممارسات التسلط يمكن أن تكون سبب
عائشة المسعودية تضيف :”يمكن ممارسات التسلط من قبل المسؤول
أو المدير، بعض الأحيان يكون المدير متسلط جدا و يعطي الموظف مهام صعبة
ويصعب إنهائها في يوم أو يومين فيلجأ للغياب متعللا بورقة العذر أو قد
يكون الروتين اليومي والملل سبب أيضا” .
العلاقة مع أطباء العيادات …. مَنْفذ !
خالصة محمد السلمانية تقول :” ذهاب الطالب أو الموظف الى
المستشفى لطلب ورقة العذر وبكامل صحته ، هو أسلوب فيه تخسير وقت ، وجهد ،
وكذب وتحايل ولا يعود على الشخص بأي فائدة للأسف الشديد هو أسلوب أعتبره
غير لائق وغير انساني ، للأسف أن هنالك بعض الأطباء المتساهلين مع بعض
الأشخاص ويمنحونهم تقارير وأوراق عذر مع العلم بأنهم غير مرضى، ويشترون
الأعذار منهم بقيمة زهيدة ، بعدها يتمادى الشخص ويكرر التصرف ومرة وأكثر”.
عمار البوسعيدي :” الأطباء في المستشفيات الحكومية يشددون على
إعطاء الاوراق أو الأعذار الصحية فتجدهم يسألون عن الأعراض والأسباب
ويتبينون من صدق الشخص ،وبالطبع يختلف من طبيب لآخر حسب الخبرة التي لديه،
حتى تجد عند بعض الأطباء يسألون إن كان الشخص طالب أم موظف أم هل لديكم
اختبارات وهكذا، أعتقد أن الأطباء يعرفون من الصحيح من المريض ، ولكن عتبي
على العيادات الخاصة فالبعض يبيع أوراق العذر ويكتب لهم تقارير طبية “.
المعافى يحتل مكان المريض
خالد الرحبي يقول :” الشخص المعافى في هذه
الطريقة يحتل أماكن انتظار يستحقها غيره ، فالشخص السليم الذي يخترع ويدعي
المرض ويشكله في قالب الحقيقة يخدع الأنظار ويُعامل معاملة المريض ويسرق
المقعد الذي يستحقه في الأساس شخص مريض .كما أن المستشفيات تصرف أدوية يجب
أن تكون في المقام الأول مصروفة للمرضى وليس لأشخاص معافين يدعون المرض وهم
في كامل قواهم الجسدية “.
كما تضيف على ذلك الدكتورة حنان الهنائية :” يأثر هذا التصرف
على مدى الانتاج في العمل أيضا يؤثر على الكوادر الطبية ويعمل ضغط كبير”.
نضطر لإعادة الاختبار !
الأستاذة فتحية الفورية ، معلمة جغرافيا بمدرسة الأمل للبنات
تقول :” بعض الأحيان المعلم يضطر إلى إعادة الاختبار لمرات عديدة والسبب
هو تغيب الطالب، فيذهب ذلك الطالب ويدعي المرض ويحضر الورقة، فأنا هنا ليس
على سبيل التعميم وليس للحصر لا أنسى أن في المقابل هنالك المهتمين جدا
وذهابهم للمستشفى ليس فيه مخادعة ومراوغة على مدير العمل او المدرس.
تبعات وآثـار ..
لكل تصرف سلبيات و إيجابيات وتبعات قد تكون ملحوظه وبعضها قد يغيب عنها الكثير ..
الأستاذ يوسف محمد الشامسي يقول:” في الحقيقة هذا التصرف
يؤدي إلى مجموعة آثار منها الإخلال بالعمل وكذلك يسود فكر شباب المجتمع
بعدم الاهتمام بما يعمل والحصول على أجر بدون بذل أي جهد”.
خالد الرحبي يقول :” هـذا الصرف يؤدي إلى تعرقل إنجاز الأعمال
المتوقع اتمامها ، التكاسل والتمادي ، الهمجية في طريقة العمل والعمل في
الوقت البدل الضائع و عدم إتقان الأعمال والاخلاص فيها”. والدكتورة حنان
الهنائية تضيف :” هذا التصرف لما له من تبعات يجب أن يحد منه لأنه انتشر
وبشكل كبير ،فيجب على الطالب أو الموظف أن يحاول عدم الهروب من واقع العمل
ويجب على المسؤولين توفير وتهيئة المكان المناسب للعمل بحيث يتم التقليل من
ضغط العمل على الموظف”. والحارث النوفلي يضيف :” أن أذهب إلى الطبيب من
أجل اختلاق عذر ، خسارة للوقت وجهد و يؤدي إلى تكديس الأعمال و عدم انهاء المهمات في الوقت المناسب “.
التصرف ليس من صالحنا ...
عائشة المسعودية تقول :”الطالب أو الموظف عندما يذهب للطبيب
،يصرف له علاج وهو لن يستخدمه بالطبع وذلك بحد ذاته يؤثر على توافر كميات
الأدوية ، أيضا في سجله الطبي قد يكتب له أمراض حسب ما قاله للطبيب ، ففي
بعض الأحيان يدعي الشخص المرض ويذكر أعراض هي ليست فيه والطبيب يسجل ما
قاله الشخص وبالتالي قد تؤثر عليه مستقبلا ، أداءه في العمل يتأثر ولن
يكون له دور فعال لذلك التصرف أبدا ليس من صالحنا”.
و الأستاذة فتحية الفورية تؤكد على ذلك وتقول أن تغيب الطالب
بالعذر الصحي هذا يعتبر ليس من صالح أي طالب ، أو أيضا الموظف فالطالب
يمكن أن تغيب عنه نقاط مهمة في الدروس ، وشرح لدروس ومسائل قد لا يعيدها
المعلم مرة أخرى ، وتغيب الموظف بدون أي عذر أحيانا يؤدي إلى عدم فهمه لبعض
المهام مما يؤدي إلى تأخير تأديته لمهامه المنوط اليه بالقيام بها و
اختلاق هذا العذر يعتبر فن من فنون الحجج الواهية “
عمارالبوسعيدي يؤكد على عدم فائدة هذا التصرف ويقول:” لا أجد
أية فائدة من هذا التصرف إلا أنه اختلاق عذر بالكذب والتماطل على الطبيب
وشراء ورقة ، نقدمها للأستاذ لإعادة اختبار ما أو ليغطي على نسبة الغيابات
التي يغيبها الطالب خلال الفصل الدراسي ، وما هي إلا أعذار يختلقها الموظف
أيضا لمديره كي يذهب من وراء العمل ويخلص بعض أموره ، لنا كطلاب هذا
الأسلوب غير مفيد كما أنه يؤثر وبشكل كبير على مستوانا الدراسي وكأنما
هروب من واقع يجب أن نعيشه “.
اقتراحات وحلول :
الأستاذ يوسف محمد الشامسي يقول:” للحد من الظاهرة عند
الموظفين توفير فرص تدريبية لهم من أجل كسر روتين العمل ، وللطالب تهيئة
المكان والبيئة المناسبة و اتخاذ اجراءات صارمة مع المتعمدين لممارسة هذه
الظاهرة “.وعائشة المسعودية تضيف: “أقترح منع أي دكتور من إعطاء أي شخص
إجازة مرضية إلا للضرورة القصوى”.وخالصة السلمانية تقول:” يجب أن تردع هذه
الظاهرة ويوقفون عند حدهم ، فهذا التصرف غير لائق أبدا ، أصبحوا بحاجة الى
محاضرات وندوات وحملات ضد هذه الظاهرة التي باتت تتفاقم. ويجب ترسيخ حب
العمل عند الجميع من خلال المناهج وتطبيقها في الحياة اليومية”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق