الخميس، 8 سبتمبر 2016

الجامعات “عقل المجتمع”

كتبت: بثينة عبدالله محمد الفوري


    تعد الجامعات والكليات  مراكز تعليم وتطوير المعارف والمهارات لدى الطالب الجامعي من تخصصات  وبما تمارسه من أنشطة تعليمية وتربوية فهي حجر الأساس لصقل مهارات الطالب في مجال تخصصاته المختلفة وتمثل “عقل المجتمع” لأنها الجدير بالثقة بأن تكون المسؤول الأول عن التشكيل الثقافي للطلاب. فالتخصصات  التي يدرسها الطالب الجامعي  بأنواعها المختلفة تعطيه معلومات مكثفة وتأسسه تأسيس يجعله قادر على فهمها بسلاسـة وتمَكُن،حيث أنها تزوده بالمهارات وتعده إعداد سليم للخروج بشكل قادر على مواجهة سوق العمل ومتطلباته. وعلى الرغم من توافر المواد التعليمية المساندة لتدريب وتطوير الطلاب إلا أن  التدريب والتأهيل العملي هو المكمل لدور المؤسسات التعليمية فهو الملجئ الذي يلجئ إليه الطالب الجامعي بعد انتهائه من الدراسة في الصروح التعليمية أو خلال فترة دراسته  أيضا.

  التخصصات التي يدرسها الطالب غالبا ما تكون قائمة على أسس نظرية ومكتوبة فمراكز التدريب والتأهيل تقوم بإثراء معارف الطلبة وتحسين مستوى أداء وفعاليتهم  من خلال ممارستهم ما تم تعليمه والتطبيق العملي للمهارات التي اكتسبوها خلال مسيرتهم الدراسية. والتدريب العملي يعتبر وسيطة فذة يمكن اعتمادها لإكساب الطالب القدرة على تعديل اتجاهاته  وتوسع من مفاهيمه وتقوي لدية المقدرة على تطبيق ما تم دراسته في حياتهم العملية وفي مستقبلهم القادم .
  يعتبر التدريب العملي القائم في  داخل الكلية أو خارج الحدود الجغرافية للموقع التعليمي ، سواء في داخل البلد أو خارج حدودها  الوسيلة الفعالة في الربط المحكم بين العمل والتطبيق وبين المعارف المكتسبة ،فهي تكسب بشكل مباشر خبرات عالية من خلال قيام الطالب بأنشطـة تطبيقيـة في ميدان تخصصه. فهذه المؤسسات التدريبة  تمكن الطالب بالعبور بالخبرات والاستراتيجيات المخطط لها والتي تُعنى بتنشئته تنشـئَة سليمة قائمة على حب العمل وتقديسه واحترامـه وتقدير حب المجتمع والعمل من أجـل بناءه  وتطويره بما تم دراسته نظريا وتطبيقه عمليا، ويكسبه أيضا فرصة التعرف على معارف جديدة لم يتدارسها في ردهات المحاضرات. من الخطأ أن يعتقد الطالب بأن دراسته الجامعية مقترنة بالصبغة الأكاديمية النظرية ويبعدها تمام البعد عن المهارات العملية. وهذا الاعتقاد قد يخرج بنتائج غير محببة للمجتمعات . 

تقوم الجامعات والكليات بتحفيز الطالب الجامعي بالقيام بالتدريب والتأهيل من خلال وجود مراكز التوجيه الوظيفي في داخل الحرم الجامعي ، حيث تهدف  هذه المراكز لتوجيه الطالب الوجهة الصحيحة لاختيار أماكن التدريب المناســبة  التي تساهم في تطوير مجال تخصصه فعلى سبيل الذكر طلاب تخصص العلاقات العامة يتوجهون بالتدريب في قسم العلاقات العامة في مختلف الشركات والمؤسسات ، وطلبة تخصص الصحافة يتدربون في دور الصحافة للنشر .

ومن الخطأ أيضا أن يقوم الطالب بالتدريب في أماكن لا تناسب ما تم دراسته أو تعارض ما قام بتعلمه في الصرح التعليمي ، فيقوم بتبذير الوقت في قيامه بالتوجه بالتدريب في تلك الأماكن التي لا تخدمه ولا تضيف له أي إضافة مجدية .
 فالتوجيه السليم يخلق تنشئة سليمة لطلبة الجامعات والكليات وتأسيس نخبة من المخرجات قادرة على مواجهـة  متطلبات سوق العمل بكل جدارة واستحقاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق