الخميس، 8 سبتمبر 2016

الشُكر ..ثقافة مُجتمع


الشُكر ..ثقافة مُجتمع
بثينة بنت عبدالله لفوري
شكرًا هي كلمة من أربعة أحرف لكنها ثقافة إن لم تكن متواجدة في المجتمع لا نستطيع أن نُسميه مجتمعا.فالشكر ثقافة تحيي الخير والعطاء وتنشر الحب والود والإحسان بشكل كبير جداً.
أصبح الكثير منا لا يأبه بما يقدمه الآخرون له ،وعند البعض قد نجد كلمات النقد تسبق الشكر فتموت العلاقات ويكون الشكر هو الحلقة المفقودة، أي يمكن أن نقول أن لدينا نكران غريب للمعروف.
فمن خلال ملاحظتي أرى أن هناك حاجة ماسة لنشر هذه الثقافة سواء في محيط الأسرة أو خارجها، ففي الأسرة يجب أن تكون هذه الثقافة حاضرة فالأسرة هي المنشء والأساس لها،ويتوجب أن لا تكون العلاقة بين أفراد الأسرة قائمة على مبدأ الأمر والنهي فقط بل على غرار ذلك يجب أن يترسخ لديهم أن الشكر من الأدب و الاحترام والذوق.فكلما وجدت هذه الثقافة بين أطراف الأسرة انعكس ذلك إيجاباً على علاقتهم بخارج محيط الأسرة.
يتبادر في ذهني تساؤل، عندما سألتحق بوظيفة ما كيف سيكون المسؤول عني ؟هل سيشكرني على اخلاصي ومثابرتي أم أنني لن أجد أي عبارات شكر،متيقنة تماماً أنه لا يجب أن ننتظر كلمات الشكر والثناء حتى نبدع ولكن، الكثيرون منا لا يعلمون السحر الذي يمكن أن توقعه هذه الكلمات، رب كلماتُ شكرٍ بسيطة لكنها كمقادير لخلطة سحرية نتاجُها جمالٌ وكمالٌ ودقة و ابداع .
أشعر أن هناك شيء مفقود في مجتمعنا العربي، وهناك عدة أمثلة من خلال حياتنا اليومية تكشف لنا صدق ذلك، مثلاً؛ لماذا نعجز عن شكر المدير على قرار صائب اتخذه . أو لماذا نعجز عن شكر عاملة المنزل بالرغم من أنها تعمل بإخلاص وبدون تذمر، ولماذا أيضاً لا نشكر الطبيب على معاملته الطيبة معنا. أمثلة كثيرة لو وقفنا مع أنفسنا لوجدنا أننا تنقصنا هذه الثقافة وبشكل كبير.فجميل أن تشكر أختك على طبق لذيذ أعدته ،وأن تشكر زميلك في العمل أو تثني على جارك على سيارته أو منزله،أثنِ على أبيك على تعبه و اخلاصه ، وأمك على اعتنائها بك وسؤالها عنك.
إن ثقافة الشكر تحتاج الى ثقافة فكر وإلى غرس بشكل كبير كي تصبح جزء لا يتجزء من علاقاتنا اليومية؛ولأهمية الشكر ورد في القرآن الكريم في مواضعٍ عدة وربط الله تعالى العبادة بالشكر حينما قال :”{بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ}.[الزمر:٦٦].
وأخيراً…فإن ثقافة الشكر ليست بحاجة لنشر قولاً وفعلا فقط بل إيمانا وفكراً وقناعة تامة ،قف قليلاً مع نفسك وتهجئ كلمة {شُكْرًا} وانظر كيفَ أنها لطيفة جدا، فلا شيء أجمل من أن تكون علاقتنا مبينة على ذلك.والمقدرة على الشكر هي بحد ذاتها هي نعمة تستوجب شكر الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق