الخميس، 8 سبتمبر 2016

أخلاقيات الطريق ” العنصر المجهول في معادلة الطريق




بثينة  بنت عبدالله لفوري .

    يوميا أو بشكل شبه يومي حركات أثناء الطريق أو أثناء قيادتنا لأماكن العمل ، فنلاحظ الموظف الذي يسرع لعمله واللأب الذي يحمل أبنائه للمدرسة وسائقي الحافلات متجهين للمدارس والمؤسسسات ، والحوادث المنتشرة في أماكن مختلفة من الطرقات ، والإزدحام المروري الذي يملئ الشوارع . نصادف أحيانا سلوكيات لطالما استغربنا منها في البداية الى أن تعودنا أن نراها في الطريق ،فهنالك ظاهرة أراها منتشرة بين سائقي المركبات وهي عدم التعامل الجيد مع سائقي المركبات الأخرى وقل ما يمر يوم لا أرى مثل تلك الحركات والمشاجرات على أحد المعطفات أو الدوارات وكل ذلك بأساب تافهة ولا تحتمل أي مبرر للقيام بها . قد ينسى أحدهم تشغيل الإشارة الضوئية عندما ينعطف تجد أن الجميع يأشرون عليه ويصرخون له بأسلوب غير لائق ،هذا بحد ذاته مظهر غير إخلاقي أبدا.

القيادة فن ومهارة وذوق وأخلاق !
  التصرف مع الناس سواء داخل المنزل أو في المكاتب والمؤسسات ينبني على أخلاقٍ نشئت عليها يجب أن تتصرف بها طالما حييت فما نلاحظه أن هذه التصرفات والأخلاقيات تختلف يشكل كبير عند البعض عند القيادة  فتتحول شخصياتهم الى شخصيات أنانية وعدوانية لا تدرك بل تتناسى أن للإنسان حقوق يجب أن لا نتعداها ، وينسى قواعد وأخلاق الطريق وكأنه لم يسمع أو يدركها أبدا . جميعنا نريد أن نصل حيث المكان الذي نريده ولكن قبل أن  نتعلم القيادة يجب أن نتعلم أن القيادة فن وأصول و أخلاق .

     قد تكون هنالك حفر ، مطبات، أخطاء بسيطة فالشارع مما يجعل السائق ينزعج ويرمي غضبه على سائقي المركبات الأخرى فهذا وينزعجون من أي خطأ بسيط قد يحدثونه. فينبغي أن يتعلم قواد المركبات أن أخلاقيات القيادة والحفاظ على حقوق الآخر لا تنفصل إطلاقاً عن حسن وسلامة  قيادته للمركبة بحيث تكون مهارته في القيادة هي عنوان  وجوهر  أخلاقه وحسن تصرفه مع قائدي المركبات،ومع عقبات الطريق أو زحمة الشوارع، بالإضافة إلى ما ينتج عن ذلك من مشكلات سلوكية، فإن أخلاق القيادة هي الأخلاق التي تنبع عن العزيمة والرغبة العارمة  الصادقة في تغيير السلوك عند كل إنسان يقود مركبة، بحيث يكون مسؤولا عن سلامته أولا وسلامة من حوله أيضا.فالقيادة بأخلاق تسهم وبشكل كبير في الحد من الخسائر البشرية والمادية في حوادث المرور.

من المشاهد التي تستفزني وأحتقرها حين ما تمر  إمرأه عجوز في الشارع ولا يقف لها أحد سائقين السيارات لتعبر ، أو عدم احترام قيادة المرأة على إعتبار أن الرجال أفضل منها قيادة أو تحكما وتصرفا بالمركبة ،متى سنحافظ على أرواحنا وأرواح الآخرين بمزيد من الأخلاق واحترام حقوق الآخرين؟. يجب أن نحترم قواعد المرور أولاً، واحترام أولوية الطريق، واحترام عابري الطريق . فالقيادة بغضب وبقيادة هوجاء وسريعة تجلب المشاكل ، المشاجرات قد تصل الى ما لا يكن فالحسبان كالحوادث وخسائر الأرواح.

  أخلاقيات الطريق هي العنصر المجهول في معادلة الطريق ، فإن وُجدت عم الهدوء للشوارع والأمان للطريق ولنعلم جميعاً أن بعض الناس لا تستطيع القيادة، ولا يجب أن نكون جميعاً قادة سيارات، فطبيعة الإنسان وتكوينه الجسماني  وطبيعة تعامله الأخلاقي مع الآخرين قد لا تسمح له بأن يكون سائق سيارة.ولجيلي  الشاب أقول السياقة بهوجاء، الغضب على قائدي المركبات الأخرى، والتعدي على حق الغير في المرور والتحايل على الإشارات ، كل هذا ليس شطارة وليس مقبول من الجميع فواجب احترام أخلاقيات الطريق ، فأرواحكم أمانة وأرواح من حولكم فوق تلك الأمانة فصن من حولك يصونك الآخرين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق