ثقــافـة التطوع

بثينة عبدالله الفورية
نشر اليوم في مجلة مبادر الالكترونية
10/3/2014م
في ظل تطور فكر الشباب وتوجهه نحو العمل
التطوعي أصبحت هناك ثقافة عكست بعض المعاني والقيم الانسانية التي باتت
حياتنا تعج بها بشكل ايجابي وملموس . هي منظومة المبادئ والمعايير
والمممارسات التي تحث على المبادرة بفعل الخير الذي يتعدى نفعه إلى الغير
بدون إجبار وبلا مقابل مادي .
تشهد حياتنا اقبال كبير من قبل الشباب في
مختلف الأعمال التطوعية ، وفي جانب آخر هناك نقص في فهم العمل التطوعي و
ثقافته لدرجة أن يتساءل أحدهم هل أنا مجبور أن أتطوع!
البعض نجده قد ترسخت لديه مفاهيم العمل
التطوعي بشكل كبير ونجده قد استقاها بحيث تنعكس عليه مواصفات المتطوع والذي
لديه انتماء كبير بوطنه وبين أفراد مجتمعه ولديه ثقة كبيره بذاته
والانضباط في العمل ، فالرجل نراه يود أن يفرغ طاقاته الكامنة ويثبت شخصيته
ووجوده والمرأة كذلك ولكونها عاطفية فتراها تميل للعمل التطوعي بشكل كبير
جدا.
ثقافة التطوع لازالت بحاجة أن تتعمق لدى
الشباب بشكل أكبر كي يكون لديهم تشرب منها و قادرين على خدمة أنفسهم
ومجتمعهم الذي ضمهم ، وكما أن هذه الثقافة لا بد أن تتأسس جيدا عند أصحاب
الفرق التطوعية بشكل أكبر حتى يحثون أعضاء ومنتسبي هؤلاء الفرق ليساهموا
جميعا في نشر هذه الثقافة ، في سلطنة عمان يحظى الشباب بتعدد الفرق لتطوعية
والتي ساهمت بشكل ملموس في إحداث نقلة كبيرة في فكر الشباب وتوجهاتكم
والاهتمام بتطلعاتهم ومواهبهم ، وظهر اهتمام السلطنة جليا في جائزة السلطان
قابوس للعمل التطوعي التي تمنح لأكثر المشاريع التطوعية إسهاماً وتأثيراً
في المجتمع وهذا ما ساهم في نشر مفهوم التطوع وثقافته .
ولم يحظى العمل التطوعي في أي ثقافة أجنبية
بمثل المكانة التي حظي بها في ثقافة الاسلام ،وان كان التطوع والعمل فيه
لدى الغرب ينطلق من المجتمعات المدنية فنحن في مجتمعاتنا الاسلامية ينبثق
من إيمان وعقيدة إيمـانية صلبة وراسخة.وعلى الرغم من انتشار هذه الثقافة
إلا أن هناك فئات كبيرة بدرجة متدنية من النشاط والفاعلية في معظم البلدان
من المحيط إلى الخليج ، وتعاني من عدة
اشكاليات أولها جمود الفكر، وعدم ترتيب
الأولويات والمسؤوليات . ما نطمح إليه كشباب هو أن تنشئ لدينا إحساس وواجب و
مبادرة بتغيير ظاهرة أو سلوكيات معينة، وكما نتمنى أن تساهم جميع مؤسسات
المجتمع في دعم الفرق التطوعية من أجل توصيل رسالتهم بالشكل الذي يرضون
تقديمه للمجتمع والمساهمة في توفير محفزات ودوافع لتنشيط العمل التطوعي
وتطويره ونشر ثقافته على الوجه الأكمل .
نشر ثقافة العمل التطوعي هو أمر مهم فهو
تأصيل وتثبيت لقيم موجودة عند الانسان ولكن بشكل أكبر،قد يواجه البعض مشكلة
في نشر الثقافة هذه ولكن تعددت الوسائل فنجد انتشار المجلات الالكترونية
التطوعية وانتشار الفرق التطوعية كالحملات التي تحد من انتشار الشائعات ،
والاهتمام بالمواهب الشبابية وابداعاتهم ، كخدمة بيوت الله وتنظيف الشوارع
والشواطئ ، تقديم المساعدات الخيرية والكثير من الأعمال التي لازالت في طور
النمو ،والأعمال التي تعدت الصعيد المحلي تتبعا إلى الانخراط بالعالم
الخارجي أيضا ، وهذه الثقافة لا تحتاج إلى ضرب الأيدي كي نتعلمها ولكن
بحاجة إلى مبادرة لتعلمها واكتسابها والعمل على نشرها للآخرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق