مسقط- بثينة الفورية
جريدة الرؤية الاقتصادية14/4/2014م
مع تنامي الاهتمام بالفكر والمبتكر العماني يتبادر إلى الواجهة شعور الخوف والقلق من سرقة الفكرة ولذلك نجد بعضهم يحجم عن المشاركة في المعارض والمحافل العلمية خوفًا من سرقة الأفكار، والبعض الآخر يشارك في المعارض والملتقيات آخذاً معه احتياطاته الأمنية التي تكفل له الحقوق والحماية كالملكية الفكرية وبراءات الاختراع..
أسباب تقف خلف التحفظ على مناقشة الفكرة والإفصاح عنها، من خلال هذا التحقيق نعرض وجهات نظر اختلفت حول موضوع سرقة الأفكار وخوف المبتكر من ضياع أفكاره.
المهندس حمير بن مسعود الريامي يقول: يجب على الشخص أن يحتفظ بأفكاره لنفسه مخافة أن يسرقها غيره فيطبقها ويذهب تعبه هباء، ولذلك يجب أن يبادر المبتكر إلى أن تكون لفكرته أو اختراعه ملكية فكرية أو براءة اختراع تمنحها له الدولة منها تمكنه من حفظ أفكاره وتحفظ حقوقه من السرقة. ويضيف: قد يصاب المبتكر بإحباط شديد ونقد كبير مما يؤدي ذلك إلى أن يبوح بأفكاره إلى الآخرين ويقومون هم بتطوير الفكرة والعمل عليها وتذهب عنه فكرته ”
منير فايز العبري يقول إنه يخاف بشدة من أن تتعرض أفكاره للسرقة أو أن يتم صياغتها بصورة أخرى، فنحن بحاجة ماسة لحماية تضمن لنا حقوقنا وفي الوجه الآخر نحتاج أن نعرض الابتكار من أجل الحصول على فرصة ممكنة لتبني أفكارنا .
ويضيف المخترع هلال السيابي: لست مع نشر الفكرة فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بقضاء الحوائج بالكتمان، الفكرة هي روح الابتكار فإن عرضت للجميع يفقد الابتكار عنصر المفاجأة ويصبح معرضاً للإنتاج بدون إذن منك، ولذا يحبذ أن يتم تسجيل الفكرة كبراءة اختراع قبل عرضها للجمهور .
يقول محمد عبد الله السليمي:أنا مع الاحتفاظ بالفكرة لكي يحصل المبتكر على حقه التام في الابتكار إلى أن يسجل به براءة اختراع ولكي يضمن عدم ضياع حقه كمفكر أو مبتكر، وبعد أن تسجل الفكرة فأنا لا أشجع الاحتفاظ بالفكرة لأنّ المبتكر يكون قد ضمن حقه.
تقول مروى أمين محمد: في معظم الابتكارات يصل المبتكر إلى تطبيق الفكرة ولكنه موقن تماما بأنها تحتاج إلى تطوير. يحتاج إلى دعم من قبل الجهات المعنية بابتكاره وفي جانب آخر هناك من يكون حاضرا لمشاهدة الفكرة وعندما يعلم بأن ذلك المبتكر لا يوجد لديه ملكية فكرية لابتكاره بالتالي تغيب الفكرة ويشرع الآخر بتطبيق الفكرة ونسخها وإنتاجها سواء داخل أو خارج البلاد فالمبتكر حينها يقف بين شقي الرحى فهو يريد أن يحصل على الدعم ويخاف أن تسرق منه الفكرة لذلك الاحتفاظ بالفكرة مطلوب ولكن أرى اطلاع الجهات المعنية بتسجيل الفكرة والابتكار لضمان الأحقية لصاحبه أولاً وبعدها تأتي مرحلة الإعلان عن الابتكار فيستفيد بعدها المبتكر من الدعم ويضمن حقه في الابتكار ويعمل على توصيل فكرته للنور ليخدم بها مجتمعه ووطنه. وأضافت: هناك أمثلة حية على سرقة الأفكار فهناك من أعطى إشارة بدء الفكرة وآخر طورها على حسابه، وأحدهم يبتكر طريقة لعلاج مرض ما ومنهم من يأخذها ويطورها ويبيعها لشركات أدوية عالمية، فتضيع الحقوق بسبب غياب الأمانة.
ويقول مروان عبد الله الصالحي مبتكر بالصف التاسع: شخصيا خوفي ليس من عرض الفكرة وشرحها ولكن الخوف من سرقة الفكرة، فحينما نقوم بابتكار أفكار ممتازة وبدون براءة اختراع قد نتعرض لسرقة الفكرة وهو الشيء الذي لا نريده كمبتكرين.
أما حسين حاردان فيقول لا بد للمبتكر أن يكون لديه خوف وقلق شديد من سرقة فكرته في المعارض التي تقام خاصة أثناء الشرح للحضور الكبير من أفراد المجتمع من مديرين وطلبة وتربويين ووافدين خاصة إذا لم يكن للمبتكر ملكية فكرية أو براءة اختراع ، فكم من فكرة سرقت وكم من عمل عُمِل عليه لسنين وسرق، وكم من معرض أقيم ولم يعط براءات اختراع وما زال الخوف يغزونا نحن المبتكرين من انتهاك الإبداع وسرقة الأفكار، لا نريد المزيد من المعارض التي لا تعود بالفائدة للمبتكر، ربما انتقادات البعض تعطي نقطة تحول للابتكار ولكن في الأغلب يحدث العكس، نصيحتي للمبدع ألا يعطي كافة التفاصيل أثناء الشرح ليضمن حقوقه ولتكتفي بشرح الأشياء البسيطة.
عزة المالكية تشاركهم الرأي مضيفة: الاحتفاظ بالفكرة ضروري بالنسبة لي كوني لا أملك الملكية الفكرية وبالتالي بإمكان أي أحد أخذ الفكرة بكل سهولة ويكمل على ما قمت به ويذهب عنائي هباء .
في الوجه الآخر هناك من هم ضد الاحتفاظ بالفكرة فمازن صالح الشكيلي يقول: بعد جاهزية المشروع أنا ضد الفكرة ودائمًا أسعى لحفظ أفكاري بدائرة الملكية الفكرية لطرحها لأنه إذا لم نستغل الفرصة ونطرح المشروع سوف يكون لا جدوى منه ولربما تضيع فرص الدعم والتبني من الجهات والمؤسسات المعنية بالابتكار.
كما يشاطره الرأي عبد الرحمن عبد الله المنذري ويقول الاحتفاظ بالفكرة يؤدي إلى توقف الابتكار نهائيًا ولن يصير أي تطور لها مما يعني خسارة كبيرة للمبتكر وللمجتمع ككل ولكن لابد من حماية الفكرة قبل عرضها، ومن واقع تجربة خضت بها عند اختراعي مشروع آلة الغسيل الجاف للكمة العمانية كانت فقط مقتصرة لغسيل الكمة فقط ولكن بعد عرض الفكرة أثناء مشاركتي في معرض الابتكارات العمانية أخذت رأي الزوار والمبتكرين الآخرين وهو غسيل وكي المصر العماني بنفس الآلة ما زاد من كفاءة الآلة وقيمتها في الاستخدام.
ويضيف: أشجع المبتكرين وخاصة كبار السن الذين يعملون في المنزل لمشاركة المجتمع بأفكارهم النيرة وعرضها للمجتمع.
وسليمان بن سعيد الزهيمي – مهندس ميكانيكي يضيف: للأسف الشديد نرى كثيرا من المخترعين الذين توجد لديهم ابتكارات قادرة على أن تخدم المجتمع والتي من الممكن تطويرها وصناعاتها من جديد لترى النور في السوق الصناعي ولكن نسمع منهم التشاؤم والإحباطات خوفاً من سرقة الأفكار والابتكار، إذا نظرنا للشركات الكبرى العالمية في الصناعة والتنافس الذي يحدث بينها في عالم السيارات ذلك أحدث تطور لهذه الآلة إلى أن وصلت إلى ما عليه الآن، ولو كان الخوف من سرقة الفكرة هو العامل الذي يدور بمخيلة هؤلاء المخترعين لما كان هناك تطوير وتعديل في صناعة السيارات وكنا نشاهد اليوم سيارات لازالت تعمل بالمحركات البخارية. فطرح الأفكار يخلق تنافسا بين ذاتك وتنافسا آخر بين المبتكرين، أحفظ حقوق فكرتك بعمل براءة اختراع أو ملكية فكرية ولكن بإمكان أي شخص آخر أن يضيف على ابتكارك بنسبة 15% وتكون له براءة اختراع تنسب له .
يقول فارس العوفي رئيس قسم الفعاليات والأنشطة باللجنة الوطنية للشباب: العقل البشري دائمًا يميل للبروز والظهور مهما كانت النتائج ولكن الأمر قد يفقد المبتكر جواهره الثمينة التي يستخرجها من عصارة فكره والحاجة الفعلية تحتم عليه الاحتفاظ بفكرته وعدم إظهارها وخاصة في وجود سرقات الأفكار. فنحن بحاجة إلى تسجيل ملكية فكرية لهؤلاء المبتكرين بشكل مجاني خاصة طلبة المدارس والكليات والجامعات وذلك لن يتم إلا بتضافر الجهود كون هذا العمل مسؤولية اجتماعية لا مناص منها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق